معا إلى الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

معا إلى الله

قال الله جل و علا : (ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين)فصلت [33]
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ونحن أما لنا من هجرة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 153
تاريخ التسجيل : 09/04/2009

ونحن أما لنا من هجرة Empty
مُساهمةموضوع: ونحن أما لنا من هجرة   ونحن أما لنا من هجرة I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 15, 2009 2:26 pm







لقد مضت الهجرة بمعناها الشرعى، وهو الانتقال من مكان إلى مكان، ولكن بقى لنا هجرة لابد لنا منها، نمارسها فى كل وقت وفى كل لحظة من لحظات حياتنا، فننال بها الأجر والمثوبة من الله عز وجل، ونندرج تحت لواء هذه الآية الكريمة من سورة التوبة " الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَائِزُونَ (20) يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ (21) خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (22)" (التوبة).
بقى لنا من الهجرة الترك والقطع والهجر، ترك كل ما يغضب الله ورسوله، وقطع كل صلة بالمعاصى، وهجر كل مألوف لا يتوافق مع شرع الله وهدى الإسلام.




إن الهجرة في لساننا العربي تعني كما يقول صاحب لسان العرب: "الهجر: ضد الوصل. هجره يهجره هجرًا وهِجرانًا: صرمه. وهما يتهاجران ويهتجران، والاسم الهجرة، وفي الحديث: "لا هجرة بعد ثلاث"؛ يريد به الهجر ضد الوصل، يعني فيما يكون بين المسلمين من عتَب وموجدة أو تقصير يقع في حقوق العشرة والصحبة دون ما كان من ذلك في جانب الدين، فإن هجرة أهل الأهواء والبدع دائمة على مر الأوقات ما لم تظهر التوبة منهم، ويرجعوا إلى الحق؛ فإنه صلى الله عليه وسلم لما خاف على كعب بن مالك وأصحابه النفاق حين تخلَّفوا عن غزوة تبوك أمر بهجرانهم خمسين يومًا، وقد هجر صلى الله عليه وسلم نساءه شهرًا، وهجرت عائشة رضي الله عنها ابن الزبير مدة، وهجر جماعة من الصحابة جماعةً منهم وماتوا متهاجرين.. قال ابن الأثير: ولعل أحد الأمرين منسوخ بالآخر، ومن ذلك ما جاء في الحديث: "ومن الناس من لا يذكر الله إلا مهاجرًا" يريد هجران القلب وترك الإخلاص في الذكر، فكأن قلبه مهاجر للسانه غير مواصل له، ومنه حديث أبي الدرداء رضي الله عنه: "ولا يسمعون القرآن إلا هجرًا" يريد الترك له والإعراض عنه، وهجر فلان الشرك هجرًا وهجرانًا، وهجرة حسنة والهِجرة والهُجرة: الخروج من أرض إلى أرض، والمهاجرون الذين ذهبوا مع النبي صلى الله عليه وسلم مشتق منه0"




ومن يتأمل في كلام ابن منظور عند تناوله لمادة "هجر" يلاحظ التركيز الشديد والاهتمام الكبير للمعنى الأصلي للكلمة وهي الهجر بمعنى الترك والقطع الذي هو ضد الوصل، وهو بهذا التناول يؤكد أن المعنى الأصلي للهجرة هو المقاطعة والمصارمة والمخاصمة، وهو ما أشار إليه بقوله: "فإن هجرة أهل الأهواء والبدع دائمة على مرّ الأوقات ما لم تظهر منهم التوبة والرجوع إلى الحق.




والهجرة بهذا المعنى باقية إلى يوم القيامة، كما في حديث معاوية بن أبي سفيانSad(لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة، ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها))، أخرجه أبو داود في الباب الثاني من كتاب الجهاد.
ومن هنا أوجب الإسلام على كل مسلم هجرة المعاصى والذنوب، فقد ثبت من حديث عبد الله بن عمرو وهو في الصحيح أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قالSad(المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه))، ومن حديث عبد الله بن عمرو أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سُئل أي الهجرة أفضل؟ قالSad(أن تهجر ما كره ربك عز وجل)) و ثبت عند أحمد وغيره من حديث فضالة بن عبيد أن النبي-صلى الله عليه وسلم- قالSad(والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب))




ومن معانى الهجرة الباقية إلى يوم القيامة التمسك بالحق والثبات عليه فى زمن الفتن وانقلاب الموازين والغربة عن الإسلام وأهله، فى زمن لا يأمر الناس فيه بالمعروف ولا يتناهون عن المنكر، فى زمن أصبح المعروف فيه منكرا والمنكر معروفا، فى زمن أصبح الناس فيه يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف، وكذِّب فيه الصادق، وصدِّق فيه الكاذب، وخوِّن فيه الأمين، واؤتمن فيه الخائن، ووسِّد الأمر إلى غير أهله.




فى هذا الزمن وفى ظل تلك الأوضاع فإن صاحب الحق المتمسك به الثابت عليه مهاجر إلى الله ورسوله، له أجر الهجرة فوز ورحمة ورضوان من الله، قال – صلى الله عليه وسلم - Sad( الْعِبَادَةُ فِي الْهَرْجِ كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ )) . [ رَوَاهُ مُسلِم عن معقل بن يسار رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ ]
فما أحوجنا إلى الهجرة بهذا المعنى، ما أحوجنا إلى الهجرة من الذنوب والعصيان إلى الطاعة والامتثال، والهجرة من الفتن إلى الاستمساك بحبل الله المتين والقبض على الدين، الهجرة من السلبية إلى الايجابية، ومن الخوف إلى الشجاعة، ومن حب الدنيا إلى حب الله ورسوله، ومن القعود عن نصرة الإسلام إلى العمل والحركة لنصرة الشريعة ورفع اللواء.
والهجرة بهذا المعنى هى الطريق إلى نصر الله عز وجل .











الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islami.forumburundi.com
 
ونحن أما لنا من هجرة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
معا إلى الله :: المنتدى الإسلامى العام-
انتقل الى: