معا إلى الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

معا إلى الله

قال الله جل و علا : (ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين)فصلت [33]
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 غزوة الأحزاب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 153
تاريخ التسجيل : 09/04/2009

غزوة الأحزاب Empty
مُساهمةموضوع: غزوة الأحزاب   غزوة الأحزاب I_icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2009 8:30 pm

غزوة الأحزاب


عاد الأمن والسلام، وهدأت الجزيرة العربية بعد الحروبوالبعوث التي استغرقت أكثر من سنة كاملة ، إلا أن اليهود ـ الذين كانوا قد ذاقواألواناً من الذلة والهوان نتيجة غدرهم وخيانتهم ومؤامراتهم ودسائسهم ـ لم يفيقوا منغيهم ، ولم يستكينوا ، ولم يتعظوا بما أصابهم من نتيجة الغدر والتآمر ‏.‏ فهم بعدنفيهم إلى خيبر ظلوا ينتظرون ما يحل بالمسلمين من خلال المناوشات التي كانت قائمةبين المسلمين والوثنيين ، ولما تحول مجرى الأيام لصالح المسلمين ، وتمخضت اللياليوالأيام عن بسط نفوذهم ، وتوطد سلطانهم ـ تحرق هؤلاء اليهود أي تحرق ‏.‏
وشرعوا في التآمر من جديد على المسلمين ، وأخذوا يعدونالعدة ، لتصويب ضربة إلى المسلمين تكون قاتلة لا حياة بعدها ‏.‏ ولما لم يكونوايجدون في أنفسهم جرأة على قتال المسلمين مباشرة ، خططوا لهذا الغرض خطة رهيبة ‏.‏
خرج عشرون رجلاً من زعماء اليهود وسادات بني النضير إلىقريش بمكة ، يحرضونهم على غزو الرسول(صلى الله عليه وسلم)، ويوالونهمعليه ، ووعدوهم من أنفسهم بالنصر لهم ، فأجابتهم قريش ، وكانت قريش قد أخلفت موعدهافي الخروج إلى بدر ، فرأت في ذلك إنقاذا لسمعتها والبر بكلمتها‏ .‏
ثم خرج هذا الوفد إلى غَطَفَان ، فدعاهم إلى ما دعا إليهقريشاً فاستجابوا لذلك ، ثم طاف الوفد في قبائل العرب يدعوهم إلى ذلك فاستجاب له مناستجاب ، وهكذا نجح ساسة اليهود وقادتهم في تأليب أحزاب الكفر على النبي(صلى الله عليه وسلم)والمسلمين ‏.‏
وعلى إثر ذلك خرجت من الجنوب قريش وكنانة وحلفاؤهم من أهلتهامة ـ وقائدهم أبو سفيان ـ في أربعة آلاف ، ووافاهم بنو سليم بمَرِّ الظَّهْرَان، وخرجت من الشرق قبائل غطفان‏ :‏ بنو فَزَارة ، يقودهم عُيينَة بن حِصْن ، وبنومُرَّة، يقودهم الحارث بن عوف ، وبنو أشجع ، يقودهم مِسْعَر بن رُحَيلَةِ ، كماخرجت بنو أسد وغيرها ‏.‏واتجهت هذه الأحزاب وتحركت نحو المدينة على ميعاد كانتقد تعاقدت عليه ‏.‏
وبعد أيام تجمع حول المدينة جيش عَرَمْرَم يبلغ عدده عشرةآلاف مقاتل ، جيش ربما يزيد عدده على جميع من في المدينة من النساء والصبيانوالشباب والشيوخ ‏.‏
ولو بلغت هذه الأحزاب والمحزبة والجنود المجندة إلى أسوارالمدينة بغتة لكانت أعظم خطراً على كيان المسلمين مما يقاس ، وربما تبلغ إلىاستئصال الشأفة وإبادة الخضراء ، ولكن قيادة المدينة كانت قيادة متيقظة ، لم تزلواضعة أناملها على العروق النابضة ، تتجسس الظروف ، وتقدر ما يتمخض عن مجراها ، فلمتكد تتحرك هذه الجيوش عن مواضعها حتى نقلت استخبارات المدينة إلى قيادتها فيها بهذاالزحف الخطير ‏.‏
وسارع رسول الله(صلى الله عليه وسلم)إلى عقدمجلس استشاري أعلى ، تناول فيه موضوع خطة الدفاع عن كيان المدينة ، وبعد مناقشاتجرت بين القادة وأهل الشورى اتفقوا على قرار قدمه الصحابي النبيل سلمان الفارسي رضيالله عنه ‏.‏ قال سلمان ‏:‏ يا رسول الله ، إنا كنا بأرض فارس إذا حوصرناخَنْدَقْنَا علينا ‏.‏ وكانت خطة حكيمة لم تكن تعرفها العرب قبل ذلك‏ .‏
وأسرع رسول الله(صلى الله عليه وسلم)إلى تنفيذهذه الحظة ، فوكل إلى كل عشرة رجال أن يحفروا من الخندق أربعين ذراعاً ، وقامالمسلمون بجد ونشاط يحفرون الخندق ، ورسول الله(صلى الله عليه وسلم)يحثهمويساهمهم في عملهم هذا ‏.‏ ففي البخاري عن سهل بن سعد ، قال ‏:‏ كنا مع رسول اللهفي الخندق ، وهم يحفرون ، ونحن ننقل التراب على أكتادنا ، فقال رسول الله(صلى الله عليه وسلم) " :‏‏اللهم لا عَيشَ إلا عيشُ الآخرة ، فاغفر للمهاجرين والأنصار‏"‏ ‏.‏
وعن أنس‏ :‏ خرج رسول الله(صلى الله عليه وسلم)إلى الخندقفإذا المهاجرين والأنصار يحفرون في غداة باردة ، فلم يكن لهم عبيد يعملون ذلك لهم ،فلما رأى ما بهم من النصب والجوع قال‏ :‏
اللهم إن العيش عيش الآخرة
فاغفـر للأنصـار والمهـاجرة
فقالوا مجيبين له ‏:‏
نحـن الذيـن بايعـوا محمـداً
على الجهـاد ما بقيـنا أبداً
وفيه عن البراء بن عازب قال ‏:‏ رأيته(صلى الله عليه وسلم)ينقل منتراب الخندق حتى وارى عني الغبار جلدة بطنه ، وكان كثير الشعر ، فسمعته يرتجزبكلمات ابن رواحة ، وهو ينقل من التراب ويقول‏:
اللهم لولا أنت ما اهتدينافأنزلن سكينـة علينـاإنالألى بغـوا علينـا ولا تصـدقنـا ولا صلينــاوثبت الأقـدام إن لاقينـــاوإن أرادوا فتـنـة أبينـــا
قال ‏:‏ ثم يمد بها صوته بآخرها ، وفي رواية ‏:‏
إن الألى قـد بغـوا علينـا
وإن أرادوا فـتنـة أبينـا
كان المسلمون يعملون بهذا النشاط وهم يقاسون من شدة الجوعما يفتت الأكباد ، قال أنس ‏:‏ كان أهل الخندق يؤتون بملء كفي من الشعير ، فيصنعلهم بإهَالَةٍ سنخة توضع بين يدي القوم ، والقوم جياع ، وهي بشعة في الحلق ولها ريح‏.‏
وقال أبو طلحة ‏:‏ شكونا إلى رسول الله(صلى الله عليه وسلم)الجوع ،فرفعنا عن بطوننا عن حجر حجر ، فرفع رسول الله(صلى الله عليه وسلم)عن حجرين‏.‏
وبهذه المناسبة وقعت أثناء حفر الخندق آيات من أعلام النبوة، رأى جابر بن عبد الله في النبي(صلى الله عليه وسلم)خمصاًشديدًا فذبح بهيمة ، وطحنت امرأته صاعاً من شعير ، ثم التمس من رسول الله(صلى الله عليه وسلم)سراً أن يأتي في نفر من أصحابه ، فقام النبي(صلى الله عليه وسلم)بجميع أهلالخندق ، وهم ألف ، فأكلوا من ذلك الطعام وشبعوا ، وبقيت بُرْمَة اللحم تغط به كماهي ، وبقي العجين يخبز كما هو ‏.‏
وجاءت أخت النعمان بن بشير بحَفْنَة من تمر إلى الخندقليتغدى به أبوه وخاله ، فمرت برسول الله(صلى الله عليه وسلم)، فطلب منهاالتمر ، وبدده فوق ثوب ، ثم دعا أهل الخندق ، فجعلوا يأكلون منه وجعل التمر يزيد ،حتى صدر أهل الخندق عنه ، وإنه يسقط من أطراف الثواب ‏.‏
وأعظم من هذين ما رواه البخاري عن جابر قال‏ :‏ إنا يومخندق نحفر ، فعرضت كُدْية شديدة ، فجاءوا النبي(صلى الله عليه وسلم)فقالوا‏ :‏هذه كدية عرضت في الخندق‏ .‏ فقال ‏:‏ ‏( ‏أنا نازل‏ ) ‏، ثم قام وبطنه معصوب بحجرـ ولبثنا ثلاثة لا نذوق ذواقاً ـ فأخذ النبي(صلى الله عليه وسلم)المِعْوَل ،فضرب فعاد كثيباً أهْيل أو أهْيم ، أي صار رملاً لا يتماسك‏ .‏
وقال البراء ‏:‏ لما كان يوم الخندق عرضت لنا في بعض الخندقصخرة لا تأخذ منها المعاول ، فاشتكينا ذلك لرسول الله(صلى الله عليه وسلم)، فجاءةوأخذ المعول فقال ‏:‏ ‏" ‏بسم الله‏"‏ ، ثم ضرب ضربة ، وقال ‏:‏ ‏" ‏الله أكبر ، أعطيت مفاتيح الشام ، والله إني لأنظر قصورها الحمرالساعة‏ "‏،ثم ضرب الثانية فقطع آخر ، فقال :‏ ‏" ‏الله أكبر ، أعطيت فارس ، والله إني لأبصرقصر المدائن الأبيض الآن‏" ‏، ثم ضرب الثالثة ، فقال ‏:‏ ‏" بسمالله"‏ ،فقطع بقية الحجر ، فقال‏ :‏ "‏الله أكبر ، أعطيت مفاتيح اليمن ، والله إني لأبصرأبواب صنعاء من مكاني‏"‏‏.‏وروى ابن إسحاق مثل ذلك عن سلمان الفارسي رضي الله عنه ‏.‏
ولما كانت المدينة تحيط بها الحرات والجبال وبساتين منالنخيل من كل جانب سوي الشمال ، وكان النبي(صلى الله عليه وسلم)يعلم أن زحفمثل هذا الجيش الكبير ، ومهاجمته المدينة لا يمكن إلا من جهة الشمال ، اتخذ الخندقفي هذا الجانب‏ .‏
وواصل المسلمون عملهم في حفره ، فكانوا يحفرونه طول النهار، ويرجعون إلى أهليهم في المساء ، حتى تكامل الخندق حسب الخطة المنشودة ، قبل أنيصل الجيش الوثني العرمرم إلى أسوار المدينة ‏.‏وأقبلت قريش في أربعة آلاف ،حتى نزلت بمجتمع الأسيال من رُومَة بين الجُرْف وزَغَابَة ، وأقبلت غَطَفَان ومنتبعهم من أهل نجد في ستة آلاف حتى نزلوا بذَنَبِ نَقْمَي إلى جانب أحد‏ .‏
‏"‏وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأحْزَابَ قَالُواهَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَازَادَهُمْ إِلا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا‏"‏ ‏[‏الأحزاب‏:‏ 22‏] ‏‏.‏
وأما المنافقون وضعفاء النفوس فقد تزعزعت قلوبهم لرؤية هذاالجيش"‏وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌمَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلا غُرُورًا‏"‏‏[‏ الأحزاب‏:‏ 12‏] ‏‏.‏
وخرج رسول الله(صلى الله عليه وسلم)في ثلاثةآلاف من المسلمين ، فجعلوا ظهورهم إلى جبل سَلْع فتحصنوا به ، والخندق بينهم وبينالكفار‏ . ‏وكان شعارهم ‏:‏ ‏[ ‏حم لا ينصرون ‏] ‏، واستحلف على المدينة ابن أممكتوم ، وأمر بالنساء والذراري فجعلوا في آطام المدينة‏ .‏
ولما أراد المشركون مهاجمة المسلمين واقتحام المدينة ،وجدوا خندقاً عريضاً يحول بينهم وبينها ، فالتجأوا إلى فرض الحصار على المسلمين ،بينما لم يكونوا مستعدين له حين خرجوا من ديارهم ، إذ كانت هذه الخطة ـ كما قالوا ـمكيدة ما عرفتها العرب ، فلم يكونوا أدخلوها في حسابهم رأساً‏ .‏
وأخذ المشركون يدورون حول الخندق غضاباً ، يتحسسون نقطةضعيفة ، لينحدروا منها ، وأخذ المسلمون يتطلعون إلى جولات المشركين ، يرشقونهمبالنبل ، حتى لا يجترئوا على الاقتراب منه ، ولا يستطيعوا أن يقتحموه ، أو يهيلواعليه التراب ، ليبنوا به طريقاً يمكنهم من العبور‏ .‏
وكره فوارس من قريش أن يقفوا حول الخندق من غير جدوى فيترقب نتائج الحصار ، فإن ذلك لم يكن من شيمهم ، فخرجت منها جماعة فيها عمرو بن عبدوُدّ وعكرمة بن أبي جهل وضرار بن الخطاب وغيرهم ، فتيمموا مكاناً ضيقاً من الخندقفاقتحموه ، وجالت بهم خيلهم في السَّبْخة بين الخندق وسَلْع ، وخرج علي بن أبي طالبفي نفر من المسلمين حتى أخذوا عليهم الثغرة التي أقحموا منها خيلهم ، ودعا عمرو إلىالمبارزة ، فانتدب له علي بن أبي طالب ، وقال كلمة حمي لأجلها ـ وكان من شجعانالمشركين وأبطالهم ـ فاقتحم عن فرسه فعقره وضرب وجهه ، ثم أقبل على علي ، فتجاولاوتصاولا حتى قتله علي رضي الله عنه ، وانهزم الباقون حتى اقتحموا الخندق هاربين ،وقد بلغ بهم الرعب إلى أن ترك عكرمة رمحه وهو منهزم عن عمرو ‏.‏
وقد حاول المشركون في بعض الأيام محاولة بليغة لاقتحامالخندق ، أو لبناء الطرق فيها ، ولكن المسلمين كافحوا مكافحة مجيدة ، ورشقوهمبالنبل ، وناضلوهم أشد النضال حتى فشل المشركون في محاولتهم ‏.‏
ولأجل الاشتغال بمثل هذه المكافحة الشديدة فات بعض الصلواتعن رسول الله(صلى الله عليه وسلم)والمسلمين ، ففي الصحيحين عن جابر رضي الله عنه ‏:‏ أن عمربن الخطاب جاء يوم الخندق ، فجعل يسب كفار قريش ‏.‏ فقال‏ :‏ يا رسول الله(صلى الله عليه وسلم)،ما كدت أن أصلي حتى كادت الشمس أن تغرب ، فقال النبي(صلى الله عليه وسلم)‏:‏ ‏(‏وأنا والله ما صليتها ‏) ‏، فنزلنا مع النبي(صلى الله عليه وسلم)بُطْحَان ،فتوضأ للصلاة ، وتوضأنا لها ، فصلى العصر بعد ما غربت الشمس ، ثم صلى بعدها المغرب‏.‏


يتبع........
منقول..................
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islami.forumburundi.com
 
غزوة الأحزاب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» غزوة نجد ‏
» غزوة بدر (3)
» غزوة بدر (4)
» غزوة بدر(5)
» غزوة بدر (6)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
معا إلى الله :: غزوات الحبيب محمد ( صلى الله عليه وسلم )-
انتقل الى: